السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي الكريم
قام أحد الأعضاء بطرح هذه القصة ... وبصراحة أرى أن القصة مبالغ فيه ...
فما هو رأيك بهذه القصة .. وهل من ممكن أن نسمع بكاء الملائكة كما ورد في القصة
إليكم القصة
هذه القصة حدثت لفتاه تدرس في إحدى الجامعات في دوله خليجيه
وكانت تدرس في إحدى التخصصات الدينية
وكان لها صوت عذب كانت تقرأ القرآن كل ليلة وكانت قراءتها جميلة جدا ...
أمها كل ليلة عندما تذهب إلى غرفتها تقف عند الباب فتسمع قراءة ابنتها بذلك الصوت الجميل
وهكـــــذا دامت الأيام
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومن أين أتوا بهذه الخرافة ؟!
كيف عَرَف ذلك الشيخ – إن كان كذلك – بأن ذلك الصوت الذي سَمِعه هو صوت الملائكة ؟!
هل له عَهْد بأصوات الملائكة ؟!
لِمَ لا يُقال : إن ذلك كان من أصوات الجن ؟!
مما يدلّ على بُطلان القصة .
فقد مات سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم فما سُمِع صوت بُكاء الملائكة .
وقُتِل في يوم واحد عدد كبير من القُرَّاء ، فما سُمِع مثل ذلك .
ومات قُرّاء الأمة وحَفَظة القرآن ، فما سُمِع مثل ذلك .
صحيح أن الأرض تبكي من فقدته من الصالحين ، فيبكيه مُصلاّه ، ومكان عمَلِه الصالح ، إلاّ أنه لم يرد أن البكاء يكون بِصوت .
روى ابن أبي حاتم عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا : هَلْ تَبْكِي السَّمَاءُ وَالأَرْضُ عَلَى أَحَدٍ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ لَهُ مُصَلًّى فِي الأَرْضِ ، ومِصْعَدُ عَمَلِهِ فِي السَّمَاءِ ، وَإِنَّ آلَ فِرْعَونَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَمَلٌ صَالِحٌ فِي الأَرْضِ ، وَلا مِصْعَدٌ فِي السَّمَاءِ .
وروى ابن جرير عن سعيد بن جُبير، قال : أتى ابن عباس رجل ، فقال : يا أبا عباس ، أرأيت قول الله تبارك وتعالى : ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ) ، فهل تبكي السماء والأرض على أحد؟
قال : نعم ، إنه ليس أحد من الخلائق إلاَّ له باب في السماء منه يَنْزِل رزقه ، وفيه يصعد عمله، فإذا مات المؤمن فأُغْلِق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله، ويَنْزِل منه رزقه، بكى عليه; وإذا فقده مُصَلاه من الأرض التي كان يُصلي فيها ، ويذكر الله فيها بَكت عليه ، وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة ، ولم يكن يصعد إلى السماء منهم خير ، قال : فلم تَبْكِ عليهم السماء والأرض .
قال ابن كثير : وقوله سبحانه وتعالى : (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ) أي : لم تكن لهم أعمال صالحة تَصعد في أبواب السماء فتبكي على فَقْدِهم ، ولا لهم في الأرض بِقاع عَبدوا الله تعالى فيها فَقَدتهم ؛ فلهذا اسْتَحَقُّوا أن لا يُنْظَروا ولا يُؤخَّرُوا لِكفرهم وإجرامهم وعُتوهم وعِنادهم . اهـ .
والله أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
=======================================================
=======================================================