السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا الخير ياشيخ عبد الرحمن
وسؤالي هو :
هل هذه الرواية صحيحة :
سأل رسول الله (ص) ابا بكر الصديق رضى الله عنه قائلا : يا ابا بكر ماذا تحب فى الدنيا؟
قال ابو بكر رضى الله عنه :يارسول الله اننى احب فى الدنيا ثلاث :النظر اليك ؛ والجلوس معك؛ وانفاق مالى كله عليك
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
أولاً : يُكره الاقتصار على قول ( عليه السلام ) في حقّ النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الله أمَر بالصلاة والسلام عليه ، فقال : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) .
قال ابن جماعة : ويكره الاقتصار على الصلاة دون التسليم ، ويكره الرمز بالصلاة والترضِّي بالكتابة ، بل يكتب ذلك بكماله . اهـ .
قال ابن كثير : قال النووي : إذا صَلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم ، فلا يَقْتَصِر على أحدهما ، فلا يقول : صلى الله عليه فقط ، ولا : عليه السلام فقط . وهذا الذي قاله مُنْتَزَع من هذه الآية الكريمة ، وهي قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ، فالأولى أن يُقال : صلى الله عليه وسلم تسليما.
وقال ابن كثير : وقد اسْتَحَبّ أهل الكتابة أن يُكرر الكاتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما كَتَبَه .
وقال السيوطي : وينبغي أن يُحافِظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يسأم من تكراره ، ومَن أغْفَلَه حُرِمَ حَظـا عظيما . اهـ .
فكيف إذا كان الشخص يَحرِم نفسه الأجر ، ويُقَصِّر في حق نَبِيِّـه صلى الله عليه وسلم فيكتب اختصارا حرفا واحدا ( ص ) ؟
ثانيا : هذه الراوية تَظهر عليها آثار الصناعة !
وصَحّ منها قوله عليه الصلاة والسلام : حُبِّبَ إليّ من الدنيا : النساء والطيب ، وجُعِل قُرّة عيني في الصلاة . رواه الإمام أحمد والنسائي .
ولا يصِحّ بلفظ : " حبب إليّ من دنياكم ثلاث " ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لم يذكر سوى اثنتين ، وهما : النساء والطِّيب .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
=======================================================
=======================================================