الطيب -[[ الفقير إلي الله تعالي ]]-
| موضوع: يترك المنكرات في موقعه ويقول يسروا ولا تعسروا 6/8/2020, 1:02 pm | |
| السؤال السلام عليكم شيخنا الفاضل عبد الرحمن السحيم. جزاك الله خيراً وبارك الله لك. سؤال من أخ في الله يقول : تم نصح مدير موقع بأن يقوم بتغير ما يخالف الشرع في الموقع . وكان رد المدير له با الشكر والعرفان وأيضاً بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم. (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا) علماً أن الموقع يحمل أقسام فنية وصور وتواقيع تحمل صور متبرجة وغيرها الكثير مما يخالف الشرع .فما نصيحتكم لهذا الشخص ومتى يذكر هذا الحديث ؟ وجزاكم الله خيراً الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . التيسير وعدم التنفير لا يكون فيما فيه ارتكاب مُنكَر ، وإنما يكون في الدعوة إلى الله ، وفي إنكار المنكَر الخاص بِشخص مُعيّن ، ما لم يلزَم الأمر إلى استعمال الشدّة معه ، كَحَال الْمُعانِد ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا يُشدّدون الإنكار على الْمُعانِد . ففي صحيح مسلم مِن حديث سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ ، فَقَالَ : كُلْ بِيَمِينِكَ . قَالَ : لا أَسْتَطِيعُ . قَالَ : لا اسْتَطَعْتَ ! مَا مَنَعَهُ إِلاَّ الْكِبْرُ . قَالَ : فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ . وهذا تشديد في الإنْكَار ، ودُعاء على الْمُعانِد . وعلى كل إنسان لديه موقع أو منتدى أو صفحة على هذه الشبكة ( الإنترنت ) أن يتّقي الله فيما يُنشَر فيها ، وفيما يكون فيها مِن مواد ، سواء مرئية أو مسموعة ، وأن يعلم أن ذلك كله سيكون في موازين أعماله ، بل كل من ارتكب سيئة بسببه مِن مشاهدة للصور المْحُرّمة ، أو سَماع للأغاني والموسيقى ، وغير ذلك ؛ أنه سيحمِل مثل أوزارهم ، كما قال الله تعالى : (لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) . وقال عليه الصلاة والسلام : مَن سنّ في الإسلام سُنة حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومَن سنّ في الإسلام سُنة سيئة ، كان عليه وِزْرها ووِزْر مَن عَمِل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء . رواه مسلم . وهل يسرّه أن يأتي يوم القيامة ليَرى كل تلك الآثام بين يديه في صحائف أعماله ؟ الجواب معروف . قال الله عَزّ وَجَلّ : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) . قال ابن كثير : وهذا تنبيه مِنه لِعباده على خوفه وخشيته ، وألاَّ يَرتكبوا ما نَهى عنه وما يَبْغضه منهم ، فإنه عَالِم بجميع أمورهم ، وهو قادر على معاجلتهم بالعقوبة ، وإنْ أنْظَر مَن أنْظَر منهم ، فإنه يُمْهِل ثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد ======================================================= ======================================================= | |
|