مواصفات وأخلاقيات منتدى إسلامي دعوي !
السلام عليكم ورحمة الله
فضيلة الشيخ حفظكم الله
ما هو تعريف المنتدى الإسلامي الدعوي ؟ وما هي شروط ومواصفات وأخلاقيات وسلوك القائمين عليه ؟
هل كل من يطلق على منتداه منتدى دعوي ، هو بالفعل كذلك ؟ هل تنطبق عليه الشروط ؟
بارك الله فيكم
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وحفظك الله ورعاك ، وبارك الله فيك .
المنتديات الدعوية هي ما غَلَب عليها الدعوة إلى الله ؛ مِن تصحيح عقائد الناس وعِباداتهم ،
والسَّعي في هداية الْخَلْق ، ونشر الخير والْحَقّ ، وزيادة الوَعي .
وما عِند الله لا يُنال بِمعصيته ، كما أن رِضاه سبحانه وتعالى لا يُتوصّل إليه بِسَخَطِه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يُنال ما عند الله إلاّ بطاعته .
وفي رواية : فإن الله لا يُنال فَضله بِمَعصِية . رواه ابن أبي شيبة والحاكم ،
وله شاهِد مِن حديث أبي أمامة رضي الله عنه عند الطبراني وأبي نُعيم في " الحلية " ،
ومِن حديث حذيفة رضي الله عنه عند البزّار ، ومِن حديث جابر رضي الله عنه عند ابن ماجه بِنحوه .
أمّا المنتديات التي يَغلب عليها الْهَزَل واللهو العبث ؛ فليست بِمنتديات دعوية ، بل أصحابها يَحتاجون إلى دَعوة !
وذلك لأن الدعوة إلى الله مِن أشرف وأجل الأعمال ، وهي مُهمّة الأنبياء والرُّسُل ،
ويَجب على وَرَثَة الأنبياء أن يتّبعوا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله ،
وفي بَذل الوسع في الاهتداء بِهَديِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واتِّبَاع آثار مَن سَلَف ، فإنهم .
قال ابن عمر رضي الله عنهما : من كان مُسْتَنّا فَلْيَسْتَن بِمَن قد مات ؛
أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ؛ أبرّها قُلوبا ، وأعَمقها عِلما ، وأقلّها تَكلُّفا ؛
قوم اختارهم الله لصحبة نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم ، ونَقْل دِينه ، فَتَشَبّهوا بأخلاقهم وطَرَائقِهم ،
فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم . رواه أبو نُعيم في " الحلية " .
وقال حذيفة رضي الله عنه : اتقوا الله يا معشر القُرّاء ، خُذوا طَريق مَن قبلكم ، فو الله لئن استقمتم لقد سبقتم بعيدا ،
ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا . رواه الإمام اللالكائي .
وقال الإمام الأوزاعي : عليك بآثار مَن سَلف وإن رَفَضَك الناس ,
وإياك ورَأي الرِّجَال وإن زَخْرَفوه بِالقَول ، فإن الأمْر يَنْجَلِي وأنت على طريق مستقيم .
وقال ابن الأثير الجزري : مِن أصول فروض الكفايات :
عِلْم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثار أصحابه رضي الله عنهم ، التي هي ثاني أدلة الأحكام .
ومَعرفتها أمْر شَريف ، وشأن جليل ، لا يُحيط به إلاّ مَن هذَّب نفسه بِمُتابَعة أوامِر الشرع ونَوَاهيه ،
وأزال الزَّيغ عن قَلبه ولِسانه . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : يجب أن يُعْلَم أن الشيوخ الصالحين الذين يُقْتَدَى بِهم في الدِّين هُم الْمُتَّبِعُون لِطَرِيق الأنبياء والمرسلين ،
كَالسّابقين الأولين مِن المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ،
ومَن له في الأمّة لِسان صِدق - وطريقة هؤلاء دَعوة الْخَلْق إلى الله وإلى طاعته وطاعة رَسِولِه ، واتِّبَاع كِتابِه وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
والمقصود أن يكون الدِّين كُلّه لله ، وتكون كلمة الله هي العليا . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض