السؤال:
دركات جهنم السبعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
جزاكم الله خيرا واعانكم على الخير والحق. ما صحة هذه الدركات السبعة؟؟ دركات جهنم السبعة
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
هذه يذكرها بعض المفسرين إجمالا ، أي : بدون هذه التفصيلات فيما يكون في الدركات ، فإن مثل هذه الأشياء لا يُمكن إدراكها إلاّ عن طريق النقل ، ولا يصح في النصوص شيء .
قال السمعاني في تفسيره : قوله : (إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ) أي : سقر إحدى دركات جهنم .
وقال البغوي : (إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ) ، يعني أن سَقر لإحدى الأمور العظام ، وواحد الكبر كُبرى . قال مقاتل والكلبي : أراد بالكُبر دَركات جهنم ، وهي سبعة : جنهم ، ولظى ، والحطمة ، والسعير ، وسقر ، والجحيم ، والهاوية .
وقال الرازي : (إِنَّهَا لإِحْدَى الْكُبَرِ) ، يعني أن سَقر التي جَرى ذِكرها لإحدى الكُبر ، والمراد من الكبر دركات جهنم ، وهي سبعة : جهنم ، ولظى ، والحطمة ، والسعير ، وسقر ، والجحيم والهاوية ، أعاذنا الله منها . اهـ .
وقال ابن عطية : سقر هو الدرك السادس من جهنم على ما رُوي . اهـ .
ومن المفسرين من يقول عن الكُبَر : دركات جهنم وأبوابها .
ومنهم من قال : سقر مِن أسماء النار ، ومن دركات جهنم .
ومع أن الله أخبر أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ، إلاّ أنه لم يُذكر هنا ، في هذا المقال !
ومن الخطأ قولهم فيما يتعلق بالدرك الثاني : (تدعو من أدبر عن التوحيد وتولى عما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام)
وليست مُختصّة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، بل هو عام في جميع الأمم .
قال ابن كثير : وقوله تعالى (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى) أي : تدعو النار إليها أبناءها الذين خَلقهم الله لها ، وقَدّر لهم أنهم في الدار الدنيا يعملون عملها ، فتدعوهم يوم القيامة بلسان طلق ذَلِق ، ثم تلتقطهم من بين أهل المحشر كما يُلتقط الطيرُ الحب ، وذلك أنهم كما قال الله عز وجل كانوا ممن أدبر وتولى ، أي : كَذَّب بِقَلْبه ، وتَرَك العمل بجوارحه . اهـ .
تنبيه :
حديث " أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ ؛ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ " رواه الترمذي ، وضعّفه الألباني .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
=======================================================
=======================================================