الطيب -[[ الإدارة ]]-
تاريخ التسجيل : 04/06/2020 المساهمات : 585 نقاط : 8636
| موضوع: أنت تعبد الانترنت ولا تعبد الله الثلاثاء 09 يونيو 2020, 10:38 am | |
| ما رأي فضيلتكم في موضوع ( أنت تعبد الانترنت ولا تعبد الله ) ؟ السؤال: ما رأي فضيلتكم في موضوع ( أنت تعبد الانترنت ولا تعبد الله ) ؟ سؤالي شيخنا الفاضل هل يجوز اطلاق مثل هذا الحكم كما ذكر في الموضوع وهل من دليل شرعي على ذلك خاصة في النقطة الأولى لأنني قد أصحو من النوم وأنا أفكر في موضوع هام يشغل تفكيري فهل لمجرد تفكيري بفتح الانترنت قبل صلاة الضحى أكون كما قاله صاحب الموضوع والعياذ بالله. بارك الله بكم الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . هذا تهويل ومبالغة ! وليس صحيحا أن مِن الشرّك أو مِن عبادة الدنيا أن يُفَكِّر الإنسان بشيء مِن أمور الدنيا قبل أن يُفكِّر في العبادة ، بل إن أكثر الناس يستيقظون مِن نومهم صباحا وليس في أذهانهم إلاّ أمور دُنياهم ، مِن عَمَل أو دراسة ، وهم مأجورون على ذلك إذا كان في طلب الحلال والاستعفاف عن الحرام . والنبي صلى الله عليه وسلم جاءه ما يشغله وهو في عبادة ربّه تعالى . فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو أعرف الناس بِربِّه شَغَلته الخميصة - فقال : اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إلَى أَبِي جَهْمٍ , وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ ؛ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلاتِي . رواه البخاري ومسلم . والخميصة : كساء مربع له أعلام ، وهي الخطوط . وفكّر وهو في صلاته بِمَالٍ كان عنده ، فَسَلَّمَ مِن الصلاة ثمَّ قَامَ مُسْرِعًا، فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا مِنْ سُرْعَتِهِ ، فَقَالَ : ذَكَرْتُ شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي ، فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ . رواه البخاري . ولا يصحّ أن مَن تأخّر عن تكبيرة الإحرام أنه يَعبد الدنيا ! بل قد يكون معذورا ، وقد يكون مُقصِّرًا مُفرِّطًا . وقد كان ذلك يحصل لِكبار الصحابة رضي الله عنهم . ففي الصحيحين من حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَنَادَاهُ عُمَرُ : أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ ؟ قَالَ : إِنِّي شُغِلْتُ فَلَمْ أَنْقَلِبْ إِلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ التَّأْذِينَ ، فَلَمْ أَزِدْ أَنْ تَوَضَّأْتُ ، فَقَالَ : وَالْوُضُوءُ أَيْضًا ؟ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ . وعند مسلم من حديث أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ : بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَعَرَّضَ بِهِ عُمَرُ ، فَقَالَ : مَا بَالُ رِجَالٍ يَتَأَخَّرُونَ بَعْدَ النِّدَاءِ ؟! فَقَالَ عُثْمَانُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا زِدْتُ حِينَ سَمِعْتُ النِّدَاءَ أَنْ تَوَضَّأْتُ ثُمَّ أَقْبَلْتُ . والله تعالى أعلم . الشيخ عبد الرحمن السحيم
| |
|