الطيب -[[ الفقير إلي الله تعالي ]]-
| موضوع: قول ورب القرآن 6/9/2020, 10:46 am | |
| حكم قول ورب القرآن السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فتواي جزاكم الله خيراَ هل يصح قول ورب القرآن ,, رزقنا الله واياكم جنات النعيم.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . لا يصحّ قول " ورب القرآن " ؛ لأن القرآن صِفَة مِن صِفات الله عزّ وَجَلّ ، فلا تكون الصِّفة مربوبة . روى الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " : من طريق عكرمة قال : شَهِدت ابن عباس صَلّى على جنازة رجل مِن الأنصار ، فلما سُوّي في اللحد وحُثي التراب عليه ، قام رجل منهم فقال : اللهم رب القرآن ارحمه ، اللهم رب القرآن أوسِع عليه مَدَاخِله ، فالتفت إليه ابن عباس مُغْضَبًا فقال : يا عبد الله أما تتقي الله ؟ يا عبد الله أما تتقي الله ؟ أما علمت أن القرآن منه ؟ قال : فرأيت الرجل نَكّس رأسه ومضى استحياء مما قال له ابن عباس ، كأنه أتى على كبيرة . قال أبو الحسين الملطي في كتابه " التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع " : يُقال للجهمية أيضا : (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) و (خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا) ، وقال في كتابه : (خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ) ،وقال : (خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) ، فهل وجدتم في كتاب الله عز وجل أنه يُخْبِر عن القرآن أنه خَلَقه كما خَلَق هذه الأشياء؟ أليس الله عز وجل يقول : (بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ) و (رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا) ، وقال : (رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) . فهل قال في القرآن : رب القرآن ، كما قال لهذه الأشياء إنه ربها ؟ أو هل تجد شيئا في سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله خَلَق القرآن وهو ربه ؟ بل قال : دعوا كل شيء مبتدع . إذا أتى آت بشيء ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله فدعواه باطل . اهـ . وقال ابن الجوزي في " زاد المسير " : ومما يُسْمَع على ألسنة العامة قولهم : يا سبحان يا برهان . وهذا مهجور مُسْتَهْجَن لا قدوة فيه . وربما قال بعضهم : يا رب طه و يس ، وقد أنكر ابن عباس على رجل قال : يا رب القرآن . اهـ . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وعن عكرمة قال : كان ابن عباس في جنازة ، فلما وُضع الميت في لحده قام رجل فقال : اللهم رب القرآن اغفر له ، فوثب إليه ابن عباس فقال له : مَـه ! القرآن منه . وفي رواية : القرآن كلام الله ، وليس بِمَرْبُوب ، منه خرج ، وإليه يعود . اهـ . والله تعالى أعلم . الشيخ عبد الرحمن السحيم ======================================================= ======================================================= | |
|