السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل جزاك الله خير الجزاء على ما تقوم وجعله في ميزان حسناتك
سؤالي هو / هل هذه الأدعية صحيحة وهل هناك ما يسمى حقائق في الوضوء ؟؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لا يصح في ذلك شيء .
قال ابن القيم : ولم يحفظ عنه أنه كان يقول على وضوئه شيئاً غيرَ التسمية ، وَكُلُّ حديث في أذكار الوضوء الذي يُقال عليه ، فَكَذِبٌ مُخْتَلَق ، لم يَقُلْ رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم شيئا منه ، ولا عَلَّمه لأمته ، ولا ثبت عنه غير التسمية في أوله ، وقوله : "أَشْهَدُ أَن لاَ إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ ، واجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرينَ" في آخرِه وفي حديث آخر في "سنن النسائي" مما يُقال بعد الوضوء أيضاً : "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ " .
وَلَمْ يَكُنْ يقول في أوله : نَويت رفعَ الحدث، ولا استباحةَ الصلاة ، لا هو ، ولا أحدٌ من أصحابه البتة ، ولم يُروَ عنه في ذلك حرف واحد ، لا بإِسناد صحيح ، ولا ضعيف . اهـ .
ونَقَل هذا الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتاب " التحديث بِما قيل : لا يصحّ فيه حديث " ، واقَرّه .
وقال الصنعاني : لَمْ يَذْكُرْ الْمُصَنِّفُ [ يعني : ابن حجر ] مِنْ الأَذْكَارِ فِيهِ إلاَّ حَدِيثَ التَّسْمِيَةِ فِي أَوَّلِهِ ، وَهَذَا الذِّكْرُ فِي آخِرِهِ ، وَأَمَّا حَدِيثُ الذِّكْرِ مَعَ غَسْلِ كُلِّ عُضْوٍ فَلَمْ يَذْكُرْهُ لِلاتِّفَاقِ عَلَى ضَعْفِهِ .
قَالَ النَّوَوِيُّ : الأَدْعِيَةُ فِي أَثْنَاءِ الْوُضُوءِ لا أَصْلَ لَهَا ، وَلَمْ يَذْكُرْهَا الْمُتَقَدِّمُونَ .
وَقَالَ ابْنُ الصَّلاحِ : لَمْ يَصِحَّ فِيهِ حَدِيث . اهـ .
والوضوء عِبادة ، ولا يجوز إحداث ذِكْر مُتعلِّق بالوضوء مِن غير دليل .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
=======================================================
=======================================================