السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهانتشرت في الآونة الأخيرة ولربما منذ زمن ظاهرة السرقات عبر النتسرقة الإيميلات والصور والملفات بل وأصبحلها برامج يسوق لها ويتهافت عليها الناس لتحميلها واستخدامها بقصد العبث والمزاح الغير بريءفما حكم ذلك ؟الجواب/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهوأعانك الله .لا يجوز ، والسرقة مُحرّمة ، سواء كانت مباشرة أو كانت آلية عبر الأجهزة .ولو كان ذلك على سبيل المزاح ، فلا يجوز من عدة وُجوه ، منها :الأول : أن ذلك من ترويع المؤمن ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ترويع المسلم ، فقد روى أبو داود من طريق عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ :
حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْل مَعَهُ فَأَخَذَهُ ، فَفَزِعَ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَحِلُّ لِمُسْلِم أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا .
وصححه الألباني والأرنؤوط .
وقال عليه الصلاة والسلام : لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعِبا أو جَادًّا ،
فمن أخذ عصا أخيه فليردها إليه . رواه أبو داو والترمذي ، وصححه الألباني .
الثاني : أن ذلك من التجسس وتتبع عورات المؤمنين ، وقد قال عليه الصلاة والسلام :
يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تَتبعوا عَوراتهم ،
فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته .
رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني .
الثالث : أن كل إنسان لا يرضى أن يطّلع على خصوصياته ولا أن تكُشَف مِن قِبَل الآخرين .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته مَنِيّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأتِ إلى الناس الذي يُحِبّ أن يُؤتَى إليه . رواه مسلم .
وهذا معنى قول الناس : عامِل الناس كما تُحِبّ أن يُعامِلوك .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
=======================================================
=======================================================