بسم الله الرحمن الرحيمفضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظك الله وأثابكالخيرالله لا إلَه إلا هُو الحَيُّ القَيّومُمرة واحدرايح السوق يتسوق ، المهم و هو ماشي لقا مكتوب على جدار محل من المحلات وبخط كبير وعريض((الله لا إلَه إلا هُو الحَيُّ القَيّومُ ))كان يقراها و هو يقرا مر جنبه واحد كان يشوفه قاعد يقراوقاله تدري:انك حصلت على 240 حسنة ؟؟؟وحتى الي كاتبها على الجدار حصل على 240 حسنة ؟؟؟و حتى انا كاتبالموضوع حصلت على 240 حسنة ؟؟؟بنات بالله عليكم خدت منكم اكثرمن 3 دقايق ؟؟و حتى انت يلي قاعدة تقراي الموضوع اضغطي علىFORWARD و حطي ايميلات اصحابك ومعارفك واضغطي على SEND علشان تحصل على 240 حسنة وانت قاعده بمكانكهل فعلا قول { الله لا إلَه إلا هُوالحَيُّ القَيّومُ } لها 240 حسنه ؟وهل هناك دليل على هذا؟الجواب/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهوحفظك الله ورعاك .أما إلزام الناس بإرسال رسائل بريدية أو رسائل جوّال ، فإن هذا - بارك الله فيك - من باب إلزام الناس بما ليس بِلازم .
وهذا من العبث !
ولا يجوز إلزام الناس بمثل هذا ، أو يُوضَع في ذِمم الناس ! ويُحمّل الناس مثل هذا .
أما المسألة الثانية ، وهي أن شخصاً مرّ بِمحلّ كَتَب صاحبه عليه أول آية الكرسي ...
فما في هذه الرسالة خطأ من وُجوه :
الأول : أن كتابة الآيات على الجدران والمحلاّت خِلاف السنة ، ومن شرط قبول العمل أن يكون على السُّـنَّـة .
الثاني : أن القرآن أُنزِل للتدبّر والعمل ، لا لأن يُكتَب على الجدران ، ولا لأن تُزيّن به المجالس !
الثالث : أن العِبرة ليست بِالعمل بِقدْر ما هي بأمرين :
1 – قَبول العمل .
ولذا لما جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ، فقال : لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم . اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . رواه ابن أبي شيبة .
2 – المحافظة على حسنات العمل ، وإن قَـلّ .
فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل ،
وتصوم النهار ، وتفعل ، وتصّدّق ، وتؤذي جيرانـها بلسانـها ،
فقال رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم : لا خير فيها هي من أهل النار .
قيل : وفلانة تصلى المكتوبة ، وتصّدق بأثوار ، ولا تؤذي أحداً ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي من أهل الجنة . رواه البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك . وهو حديث صحيح .
فليست العِبرة بأداء العمل ، بِقدر ما هي العِبرة بقبول العمل ،
ثم المحافظة على حسنات ذلك العمل من أن تذهب أو تضيع !
الوجه الرابع : أن الذي يقول مثل هذا ، قد يَغترّ ، ويَظن أنه حصل على آلاف الحسنات ،
ثم قد يَحمِله هذا ويَدفعه إلى فِعل السيئات ، أو الإدلال على الله بالعمل .
قال ابن القيم : وخَصّ الذِّكْر بالْْخِيفة لِحَاجَة الذَّاكر إلى الْخَوف ،
فإن الذِّكْر يَستلزم الْمَحَـبَّة ويُثْمِرها ولا بُدّ ، فمن أكثر من ذِكر الله تعالى أثمر له ذلك محبته ،
والمحبة ما لم تقرن بالخوف فإنها لا تنفع صاحبها بل قد تضرّه ، لأنها توجب الإدلال والانبساط ،
وربما آلت بكثير من الجهال المغرورين إلى أنهم استغنوا بها عن الواجبات . اهـ .
فهذا قد يضرّ بصاحبه أكثر مما ينفعه ، وقد يشتغل بعض الناس بِحساب الحسنات عن حقيقة العمل ،
فيكون يشتغل بِصورة العمل عن حقيقته !
وفرق بين إنسان عنده صورة العمل ، وآخر عنده حقيقة العمل !
والفرق بينهما كالفَرْق بين حقيقة الإنسان وصورته !
والمقصود أن لا يُشتَغل بِحساب الحسنات وعدِّها عن مسائل أهم ،
من اتِّباع السنة إلى قبول العمل ، إلى غير ذلك .
والله المستعان .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
=======================================================
=======================================================