الطيب -[[ الفقير إلي الله تعالي ]]-
| موضوع: وجود قسم الفن والفنانين بالمنتديات 6/21/2024, 7:31 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهشيخنا الفاضلزادك الله علماً وفقهك بالدين وأسأل الله أن يجعل عملك هذا خالصاً لوجهه ويجعله في موازين حسناتكسؤاليلي صاحب لديه منتدى وفيه أقسام للفن والفنانين وأقسام لستار أكاديمي وغيرها والعياذ باللهفهل عليه إثم كصاحب منتدى وهل يحمل أوزار أعضائه وهل هذا يعين على نشر الرذيلة والفاحشهأفدني جزاك الله خيراً لكي أفيد صاحبي قبل أن يأتي يوم لا ينفعه فيه ندموجزاك الله عنا خير الجزاء
الجواب/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهوجزاك الله خيرانسأل الله السلامة والعافية .هذا عليه إثم ما ينشر ، وإثم من ينشر عنده في المنتدى ، وإثم من يقرأ ، وإثم من كل من يسمع ، وإثم كل ما يُسمَع .يَحمِل أوزار أولئك ولا ينقص من أوزراهم شيئا .وأدلة ذلك كثيرة ، منها :قوله تعالى : ( لِيَحْمِلُواْأَوْزَارَهُمْكَامِلَةًيَوْمَالْقِيَامَةِوَمِنْأَوْزَارِالَّذِينَيُضِلُّونَهُمبِغَيْرِعِلْمأَلاَسَاءمَايَزِرُونَ ) .وقوله صلى الله عليه وسلم : مَن دَعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومَن دَعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام مِن تَبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا . رواه مسلم .ثم إن الأغاني لا تَدعو إلى فضيلة ، وإلى الأخلاق الكريمة ، ولا إلى المعاني السامية . بل تَدعو إلى الرذيلة والفاحشة وإلى كل خُلُق مرذول !بل تُهوّن الحرام في صورة عِشق وغَرَام !وتُزيِّن القبيح من خلال الآهات ، وتصوير ذلك على أنه حُبّ بريء !وقد بَرِئتِ البراءة منه !فالأغاني والغناء والمغنّون والمغنيات ، يَدعون إلى الرذيلة ، بل – وأحسبهم – يَسعَون إلى نشر الفاحشة في الذين آمنوا .وقديما قال الفضيل بن عياض : الغناء رُقْيَة الزنا .فالذي ينشر الأغاني – فضلا عن الْمُغنِّي – له نصيب من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ) .كما أن تعمّد سماع الأغاني يُعتبر من الإصرار على المعصيةوهو تعمّد لمخالفة النبي صلى الله عليه وسلم مع دعوى محبتهفإنك لا تجِد مُسلِماً إلا وهو يَزعم محبة النبي صلى الله عليه وسلمإلا أن المقياس :لو كان حبك صادقالأطعتـه = إن المحب لمن يحبمطيـعوقول الله أصدق وأبلَغ : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)وهذا تحذير من رب العالمين للذين يُخالِفون أمر النبي صلى الله عليه وسلم .قال الإمام أحمد : أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك ، لعله إذا رَدّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك . اهـ .وهذا تحذير شديد ووعيد أكيد على من يُخالِف أمره صلى الله عليه وسلم عَمداً .وكم خانت الأغاني صاحبها عند الموت ! فأصبَح يلهَج بها ، ويُردِّد كلماتها !قال ابن القيم رحمه الله :قيل لآخر : قُل : لا إله إلا الله ، فجعل يَهذي بالغناء ، ويقول : تاتنا تنتنا ... حتى مات .وقيل لآخر ذلك ، فقال : وما ينفعني ما تقول ؟ ولم أدَعْ معصية إلاّ ركبتها ، ثم قَضَى ولم يَقُلْهَا .وقيل لآخر ذلك ، فقال : وما يُغْنِي عَنِّي ؟ وما أعلم أني صَلَّيتُ لله تعالى صلاة ، ثم قَضَى ولم يَقُلْهَا .وقيل لآخر ذلك ، فقال : هو كافر بما تقولُ ، ولم يَقُلْهَا وقَضَى .وقيل لآخر ذلك ، فقال : كلما أردت أن أقولها فلساني يُمْسِكُ عنها .ثم قال : وسبحان الله ! كم شَاهَد الناس من هذا عِبَراً ؟ والذي يَخْفَى عليهم من أحوال المحتَضَرِين أعظم وأعظم .وإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه قد تمكّن منه الشيطان ، واستعمله بما يريده من المعاصي ، وقد أغفل قلبه عن ذِكْرِ الله تعالى وعَطَّل لسانه من ذِكْرِه ، وجوارحه عن طاعته ؛ فكيف الظن به عند سقوطه قواه ؟ واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألَمِ النَّزْع ؟ وقد جَمَعَ الشيطان له كلّ قوته وَهِمَّتِه ، وحَشَدَ عليه بجميع ما يقدر عليه لينال منه فُرْضَتَه ، فإن ذلك آخر العمل ، فَأقْوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت ، وأضعف ما يكون هو في تلك الحالة ، فمن تُرى يَسْلَم على ذلك ؟فهناك (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) . اهـ .فقُل لِصاحبك يُدرِك نفسه ، ويتوب إلى الله ويندم قبل أن لا ينفع الندم .واتْلُ عليه قول الله عزّ وجلّ : (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)وقُل له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُق حَسَن . رواه الإمام أحمد والترمذي .وقوله عليه الصلاة والسلام : إذا أحسنت في الإسلام لم تُؤاخذ بما عملت في الجاهلية ، وإذا أسأت في الإسلام أُخِذت بالأول والآخر . رواه الإمام أحمد .والله تعالى أعلم .المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد ======================================================= ======================================================= | |
|