قصة رجل يفعل المنكرات لكن نال شفاعة الحبيب
السؤال:
شيخنا الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجدت هذه القصة في أحد المواقع
وسؤالي هنا ليس عن صحة القصة إنما هو عن ما هي المخالفات الشرعية فيها وهل من الممكن أن يرى إنسان الرسول دون أن يعرفه
قصة رجل يفعل المنكرات لكن نال شفاعة الحبيب
يقول صاحب القصة:كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل
كثيراً من المنكرات
وأحيانا كان يؤخر بعض الصلوات
فمرض والدي مرضاً شديداً ومات بعد ذلك ((رحمه الله))
وكان وقت موته قبل صلاة الظهر
فقمت بتغسيله وتكفينه وقلت انتظر حتى يحين موعد صلاة الظهر ويتجمع المصلين
ثم نصلي عليه صلاة الجنازة
وللأسف كان وجه والدي عند تغسيله اسود اللون
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وحفظك الله ورعاك .
النبي صلى الله عليه وسلم كُذِب عليه ، وقد زَعَم قوم أنهم يكذبون له وليس عليه !
والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس مثل الذب على غيره ؛ لأن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم يتضمّن تشريعا وحُكمًا ، وأن يُقَوّل النبي صلى الله عليه وسلم ما لَم يَقُلْه .
وهذه القصة واضح فيها الوضع والكذب .
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأتِ إلى أحد بعد وفاته ، ولا صحّ ذلك عن أحد يُوثق به .
ولو كان يأتي لأحد من بعده لأتى لأصحابه ولِزوجاته حينما وقع الخلاف في صَدْر هذه الأمة .
كما أن هذا القول فيه تَهْوين مِن شأن المعصية والتقصير في الطاعة ، وتأخير الصلوات ، في حين يُريد صاحب القصة – أو واضِعها – حثّ الناس على الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم !
وقديما رأى رجل انْصِرَاف الناس عن القرآن ، فَوَضع أحاديث ونسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل سُور القرآن !
ولَمَّا سُئل عن ذلك قال : رأينا الناس قد رَغِبوا عن القرآن فَوَضَعْنَا لهم هذا الحديث ليَصْرِفُوا قُلوبهم إلى القرآن !
وأما الاستدلال بحديث : " من رآني في المنام ... " فهو استدلال بالحديث في غير محله ؛ لأن هذا يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى ولم يَعْرِفه !
ثم من هو الذي رأى تلك الرؤيا ؟
وما مدى صِدق الرجل ؟
وماذا رأى ؟
لأنه قد يكون رأى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد يكون رأى غيره – إذا ثبتت القصة من أصلها – !
فإن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم : المقصود به : مَن رَآه في صورته المعروفة والمنقولة في كُتُب السِّيَر والشمائل .
ولا يُفَهم من هذا الجواب التقليل مِن شأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هي عظيمة الأثر ، بها تُفرَج الكروب ، وتنشرح بها الصدور .
فقد ثبت عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال : يا أيها الناس اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه . قال أُبيّ : قلت : يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال : ما شئت . قال : قلت : الرُّبع ؟ قال : ما شئت ، فإن زِدت فهو خير لك . قلت : النصف ؟ قال : ما شئت ، فإن زِدت فهو خير لك . قال : قلت : فالثلثين ؟ قال : ما شئت ، فإن زِدت فهو خير لك . قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : إذاً تُـكْفَى هـمّـك ، ويُغفر لك ذنبك .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم